الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف بصري بعد إصابتي بالقولون العصبي، فهل هو السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كان نظري سليمًا لا يوجد به أي مشكلة، وبعده أتاني الوسواس القهري، وبعده القولون العصبي، فضعف نظري -تقريبًا- قبل الشعور بالقولون العصبي، فهل من الممكن أن الوسواس القهري سبب لي القولون العصبي، والقولون العصبي سبب لي ضعف النظر؟ وللعلم أني لم أشعر بالقولون العصبي في بدايته.

للعلم أني عندما أخذت دواءً للقولون العصبي تحسن النظر، ولكن ليس تحسنًا كافيًا، حيث أكون في الدرس والسبورة أمامي وأنا في المقعد الثالث مثلاً، فهل هذا يدل على أن القولون العصبي يضعف النظر؟ وإذا كان كذلك، فهل إذا عوفيت منه يمكن أن يرجع نظري مثلما كان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك، ونرحب بك دائمًا باستشاراتك هذه، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

هذا الربط ليس صحيحًا، الربط ما بين القولون العصبي والوسواس القهري، ليس ربطًا علميًا، ليس أمرًا قائمًا على الدليل، لكن هنالك نوع ممَّا يمكن أن نعتبره تأثيرًا غير مباشر.

الوسواس القهري في بداياته خاصّة يكون مصحوبًا بقلق، خاصة إذا حاول الإنسان أن يُقاوم محتويات الوسواس، فكريَّة كانت أو طقوسيّة أو أفعالًا، هذه المقاومة تُولّد قلقًا، والقلق قد يؤدي إلى انقباضات في القولون العصبي، لذا نحن نحب أن نسميه بالقولون العُصابي، وليس العصبي.

طبعًا وجود القلق عامّة مع الوسوسة ربما يعطي الإنسان شعورًا أن نظره ضعيف، بالرغم من أنه لا يُوجد ضرر عضوي على العين، لكن هو نوع من التأثير النفسي الإيحائي، كما يُحب أن يسميه بعض علماء النفس والسلوك.

النصيحة التي أنصحك بها هي: أن تفك ما بين هذه الروابط، وأنت صغير في السن، ويمكن أن تعيش حياةً صحيّةً ممتازة، نظم وقتك، تجنب السهر، مارس الرياضة، اجعل لحياتك معنىً من خلال الاهتمام بدراستك، وواجباتك الدينية، وبر والديك.

يجب أن تصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأفكار المتعلقة بالوسوسة والقولون العصبي والقلق وضعف النظر، لا تشغل نفسك بهذه الأمور، اشغل نفسك بما هو أفضل وأنفع بالنسبة لك، وهذه وسيلة من وسائل العلاج؛ لأن التجاهل والتغافل من الأسس العلمية السلوكية الممتازة جدًّا، لتحرّر الإنسان من بعض أعراضه، ومن بعض سمات شخصيته إذا كانت سلبية، ومن أعراض نفسية مختلفة.

سيكون من الأفضل أيضًا أن تتأكد من قوة نظرك، وذلك من خلال مقابلة طبيب العيون، اذهب إلى الطبيب، الطبيب سوف يقوم بتوسيع حلقات العين، وسوف ينظر بالمنظار في قاع العين، وهذا مهمٌّ جدًّا، وبعد ذلك سوف يقوم بإجراء مقاس النظر على أسس علمية صحيحة، التأكد في حدِّ ذاته له عائد علاجي كبير عليك.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وتقبّل الله صيامكم وطاعاتكم، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً